
6/19/2025 3:17:08 PM
الإســـــلام هو الدين الذي ارتضاه الله لنا، قال تعالى: “ورضيت لكم الإسلام دينا”، وهو دين جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، قال تعالى: “إن الدين عند الله الإسلام”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “الأنبياء إخوة لعلات، دينهم واحد وأمهاتهم شتى”، فما بعث الله نبيا إلا بالإسلام ولكن الشرائع مختلفة.
وكلمة “إسلام” مأخوذة من الاستسلام، وهذه هي حقيقة الإسلام الاستسلام والانقياد لله سبحانه، فلا يكون مسلما من لم يستسلم ويذعن لأوامر الله ونواهيه، قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: “إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين”، وقال تعالى: “وأمرنا لنسلم لرب العالمين”.
وجوهر الاختلاف بين الإسلام وغيره من الديانات الأخرى هو الإيمان بالله وحده لا شريك له ولا صاحبة ولا ولد له، هو ربنا ورب كل شيء، لا إله إلا هو، خالق كل شيء، ما من دابة إلا على الله رزقها، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، يدبر الأمر من السماء إلى الأمر، وإليه يرجع الأمر كله، يحيي ويميت، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، بيده الملك وهو على كل شيء قدير، له الخلق وله الأمر، له الأسماء الحسنى، ولم يكن له كفوا أحد، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم.
والله عز وجل أرسل بالإسلام رسله وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليهم كتبه ضمنها شرائعه، وكل نبي بعث إلى قومه خاصة وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة، فلا نجاة لأحد بعد مبعثه -صلى الله عليه وسلم- إلا بالإيمان به وبما جاء به من الوحي، فلا يسمع أحد بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم لا يؤمن به إلا كان من أهل النار.
والإسلام والإيمان والإحسان بمعنى واحد، وإذا اجتمعت اختص كل منها بمعان، كما جاء في حديث جبريل -عليه السلام- الذي سأل فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان التي هي مراتب الدين، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بما يبين حقيقة كل مرتبة من هذه المراتب، فقال صلى الله عليه وسلم: “الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان”، و “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره” و “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
أما عيسى عليه السلام فهو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، أحد أولى العزم من الرسل، وأمه الصديقة مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها، كانا يأكلان الطعام. ليس هو ابن الله ولا هو الله ولا ثالث ثلاثة كما يعتقد النصارى، فالله سبحانه لم يتخذ ولدا وما كان معه من إله ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
وجبريل عليه السلام هو الروح القدس شديد القوى ذو مرة أمين الوحي، ليس أحد الأقانيم الثلاثة، وإنما ملك كريم.
والقرآن الكريم هو كلام الله لا ريب فيه نزل به الروح الأمين على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين، وهو قول فصل ليس بالهزل، وهو الذكر الحكيم والصراط المستقيم، أنزله الله بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه، نزله الله تبيانا لكل شيء وهدى وموعظة للمتقين وشفاء لما في الصدور وبشرى للمسلمين ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا.
والله سبحانه قد تكفل بحفظ القرآن، أما غيره من الكتب مثل التوراة والإنجيل فقد وكل الله حفظها إلى الأحبار والرهبان، فحرفوا الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به.
والإسلام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل الطيبات ويحرم الخبائث دين يسر ليس في حرج، وهو دين الرحمة والسلام، وهو منهج حياة ينظم شئون الناس في أمر دينهم ودنياهم، ويبين العلاقة بين العباد وربهم وبينهم وبين بعضهم البعض، فالذي ارتضاه لنا دينا هو الذي خلقنا ويعلم ما يسعدنا ويشقينا، وما يقربنا منه وما يبعدنا عنه ويجلب علينا سخطه.
تعرف سبحانه إلى خلقه بنعمه وآلائه ودعاهم إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض، ليعلموا أن الله هو الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال، وحذرنا من إبليس وجنده وأخبرنا أنه أخرج أبوينا من الجنة وأنه توعد بإغواء المكلفين إلا عباد الله المخلصين فليس له سلطان عليهم، وأن من أطاعه وكفر بالله حشر معه في النار، ومن عصاه واعتصم بالله واتبع المرسلين فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما.
مركز سلام: منصة إلكترونية تهدف إلى تعريف الناس بالإسلام باللغات المختلفة في مختلف دول العالم. تأسس مركز سلام في مطلع الشهر العاشر لعام 2020، بلغتين فقط: الإنجليزية والفرنسية، وبعدها بثلاثة أشهر تم إدخال اللغتين البرتغالية والإسبانية، ثم أدخلت بعد ستة أشهر اللغة الروسية والكورية
جميع الحقوق محفوظة لمركز سلام ©2025